لماذا يجب على الأفراد غير التقنيين تعلم البرمجة؟ دليلك لسد الفجوة الرقمية وفهم التكنولوجيا الحديثة

Published on 16 April 2025 at 11:01

 

لماذا يجب على الأفراد غير التقنيين تعلّم البرمجة؟

 

دليلك لسدّ الفجوة الرقمية وفهم التكنولوجيا الحديثة

 

في عصرٍ تتسارع فيه التحولات الرقمية بشكل لافت، لم تعد مهارات البرمجة مقتصرة على المطورين أو المتخصصين في علوم الحاسوب، بل أصبحت جزءًا من الوعي العام الذي ينبغي أن يمتلكه كل فرد يتفاعل مع التكنولوجيا يوميًا. ومع اتساع الفجوة الرقمية، بات من المهم أن يتعرّف الأفراد غير التقنيين على أساسيات البرمجة، لا بهدف التخصص، بل من أجل الفهم والتمكين.

 

البرمجة: لغة العصر الرقمي

 

غالبًا ما تُصوّر البرمجة على أنها مهارة معقّدة محصورة في مجالات محددة، لكن الحقيقة أبسط من ذلك بكثير. البرمجة اليوم تشبه تعلم لغة جديدة تمكّن الفرد من التفاعل بذكاء مع الأنظمة والتطبيقات التي يستخدمها بشكل يومي. هي وسيلة لتعزيز الكفاءة والوعي، وليست غاية في ذاتها.

 

من الواقع: كيف يمكن أن تفيد البرمجة الأفراد غير المتخصصين في التكنولوجيا؟

 

فيما يلي أمثلة لفئات مهنية متنوعة يمكن أن تستفيد بشكل مباشر من تعلّم أساسيات البرمجة:

  • رواد الأعمال وأصحاب المشاريع الصغيرة يمكنهم استخدام لغات مثل HTML وCSS لتخصيص صفحات الهبوط لمواقعهم دون الحاجة لمطور.
  • المسوقون الرقميون قد يستفيدون من فهم JavaScript أو أدوات تتبع البيانات مثل Google Tag Manager لتحسين حملاتهم وتحليل سلوك المستخدم.
  • المساعدون الإداريون يستطيعون أتمتة التقارير الأسبوعية أو تنظيم بيانات الموظفين باستخدام Google Apps Script أو Excel مع VBA.
  • المعالجون والمدربون الشخصيون عبر الإنترنت يمكنهم ربط النماذج الإلكترونية مع أدوات البريد الإلكتروني أو جداول المواعيد باستخدام Zapier وAPIs بسيطة.
  • الطلاب الجامعيون من التخصصات غير التقنية مثل الأدب، علم النفس أو القانون، يمكنهم تعزيز سيرهم الذاتية بإتقان أساسيات Python أو SQL لتحليل البيانات أو بناء مشاريع بحثية.

 

ما الذي ينبغي على الأفراد غير التقنيين معرفته في البرمجة؟

 

ليس الهدف تحويل الجميع إلى مطوري برمجيات، وإنما تزويدهم بأساسيات “الوعي البرمجي”، ومنها:

  • المتغيرات (Variables): لفهم طريقة تخزين البيانات.
  • الشروط (If Statements): لفهم كيفية اتخاذ القرارات داخل الأنظمة.
  • الحلقات التكرارية (Loops): لأتمتة المهام المتكررة.
  • المنطق البرمجي: مثل القيم الصواب والخطأ (True/False).
  • فهم مبسّط للواجهات البرمجية (APIs): لتوصيل أدوات مثل Google Sheets مع تطبيقات خارجية.

تُعد لغة Python خيارًا مثاليًا لتعلّم هذه المفاهيم نظرًا لبساطتها ووضوحها:

المصدر: Python.org – كيف تبدأ؟

 

 

لماذا يعد هذا مهمًا؟ فوائد معرفية ومجتمعية

  • تمكين الأفراد: عبر القدرة على بناء حلول رقمية بسيطة تلائم احتياجاتهم.
  • تحسين الكفاءة: من خلال أتمتة المهام وتوفير الوقت.
  • رفع الوعي التكنولوجي: مما يقلل من احتمالية الوقوع في فخاخ تقنية أو الاحتيال الرقمي.
  • المساهمة في تقليص الفجوة الرقمية: من خلال إشراك شريحة أوسع من المجتمع في استخدام التقنية بذكاء.

 

وقد أكّد تقرير “المنتدى الاقتصادي العالمي” على أهمية المهارات الرقمية كمتطلب أساسي لوظائف المستقبل:

The Future of Jobs Report – WEF

 

كيف يمكن البدء في تعلم البرمجة بسهولة؟

  • منصات تعليمية مجانية: مثل Code.org وFreeCodeCamp
  • تطبيقات تعليمية مبسطة: مثل Mimo وGrasshopper.
  • منصات عربية داعمة: مثل “رواق”، “إدراك”، ومبادرة “مهارات من Google”.

 

خطوة صغيرة… نحو فهم كبير

حين يمتلك الفرد غير المتخصص في التكنولوجيا فهماً أولياً للبرمجة، يصبح أكثر قدرة على التفاعل الإيجابي مع الأدوات الرقمية، وأكثر وعيًا بكيفية عملها وتأثيرها في حياته. البرمجة لم تعد حكرًا على المبرمجين؛ بل أصبحت مهارة معرفية لكل من يسعى إلى فهم العالم الرقمي الذي نعيش فيه.

Add comment

Comments

There are no comments yet.